يَا بَكْرُ ! دِينُنَا نَأْخُذُهُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ لَيْسَ مِنَ قَرَارَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ !!!

يَا بَكْرُ ! دِينُنَا نَأْخُذُهُ مِنَ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ لَيْسَ مِنَ قَرَارَاتِ الْأُمَمِ الْمُتَّحِدَةِ !!!
رَدٌ عَلَى مَقَالٍ بِعُنْوَانِ : “الْمَوْلِدُ النَّبَوِيُّ الشَّرِيفُ بِدْعَة مُلْهِمَة” ، لِكَاتِبٍ فِي صَحِيفَةِ الْأَحْسَاءِ نُيُوز ، اسْمُهُ : “بَكْرٌ الْعَبْدُ الْمُحْسِنِ”، مَعَ التَنْبِيهِ عَلَى أَنِّي أَرَدْتُ مِنَ الْمَسْؤُولِينَ فِي الصَّحِيفَةِ أَنْ يَنْشُرُوا مَقَالِي هَذَا لِتَوضِيحِ أَخْطَاءِ الْمَرْدُودِ عَلَيْهِ فِي مَقَالِهِ فَاعْتَذَرُوا !!!
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين … أما بعد :
(مقدمة)
قرأت في صحيفة الأحساء نيوز مقالاً بعنوان : “المولد النبوي الشريف بِدْعَة مُلْهِمَة” لكاتب اسمه : “بكر العبد المحسن” ، وقد تأملت هذا المقال فوجدت فيه تناقضات ومغالطات كثيرة ، لا يجوز السكوت عن بيانها وردها ، فأقول وبالله التوفيق :

(1)
     يقول الكاتب : “وقد يلجأ الناس إلى اختيار يوم ولادة العظماء لجعله يوماً من أهم أيام الأمة ومناسبة غالية على محبيه وأتباعه وإعادة الذكرى حول الحديث عنه والافتخار به والاقتباس بهديه والسير على طريقه وتعريف الناشئة بسيرته العطرة ودوره الفاعل في النهضة بالمجتمع والأمة” .
     ويقول أيضاً : “وعادة ما يتجدد الجدل في كل عام حول مشروعية الاحتفال بمولده الشريف من عدمه … بين من يرى مناسبة المولد النبوي الشريف مناسبة خالدة وذكرى عطرة ويوم عظيم ، وبين من يراها بِدعه مُبْتَدعه وخروج عن السنة ، تكون المفارقة في عجز كلا الفريقين في فهم وجهة نظر الآخر ، ومحاولة النيل منه ، وإظهار بطلان عمله والتشنيع به ، والتهجم عليه ووصفه بالضلال”.
     ويقول أيضاً : “ولماذا ننظر إلى بعض الأخطاء المصاحبة لذكرى المولد النبوي الشريف في سلوك المسلمين وتصرفاتهم ونجعل منها بُوقًا رافضًا لإحياء المناسبة ؟”
     ويقول أيضاً : “ولماذا تُسيطر علينا نظرية البِدعة ونجعلها حاجزًا ومانعا أمام أي خطوة من شأنها أن تربط المجتمع بعظمائه وتفتخر بهم وتُعلي من شأنهم ؟”
     ويقول أيضاً : “وهل عندما نصف سلوكا أو عملا بأنه بِدْعة من وجهة نظرنا وهو ثابت بالاستحسان لدى غيرنا على صحته نقوم بمواجهة من يرى أهميته ومشروعيته؟”
     ويقول أيضاً : “وإذا كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس واجبًا ولا عملا مستحبًا عند القائلين به وإنما هو أمرٌ ممدوحٌ وذِكرٌ حَسنٌ فلماذا كل هذا التهويل والعويل عليه ؟”
     ويقول أيضاً : ولماذا لا نجعل من يوم المولد النبوي الشريف يوم له رسالة إنسانية وإسلامية في كل عام تدعو إلى المحبة والسلام ونناشد الجميع للعمل على تحقيق مضامينها كل حسب طريقته نحو غاية واحدة ؟”
التعليق :
     ليعلم كاتب هذا المقال وغيره أن تعاليم ديننا في جميع مناحي الحياة موقوف على الكتاب والسنة الصحيحة ، بفهم سلف الأمة رضي الله عنهم ، لا يتدخل في ذلك اختيار الناس ، ولا عقولهم ، ولا ذوقهم ، ولا استحسانهم ، ولا هيئة الأمم المتحدة!! ، فما ثبت في الكتاب والسنة عملنا به ، قولاً أو فعلاً أو تقريراً أو تركاً ، وما لم يثبت فإنه يرد ولا يفعل ، ومن أبى وعاند وخالف ، فإنه يحكم عليه بالضلال والبدعة .
      والبدعة : هي المحدثة في الدين ، مما لم يشرعه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وسلم ، ومن الأدلة في ذلك :
·      قوله تعالى : “أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللَّهُ وَلَوْلاَ كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم“[الشورى:21] .
·      وقوله تعالى : “وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ  ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون“[الأنعام:153] .
·      وقوله صلى الله عليه وسلم : “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ“[أخرجه البخاري (2697) ، ومسلم (4513)] .
     وقوله صلى الله عليه وسلم : “مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ [أخرجه مسلم (1718)] .
     وأقول لكاتب المقال المشار إليه : البدع كلها محرمة ، وكلها ضلالة ، لا يستثنى منها شيء ألبتة ، وتقسيم البدع إلى : “بدعة ملهمة” -كما يصفها الكاتب- وبدعة غير ملهمة ، وبدعة حسنة ، وبدعة سيئة : أمر محدث ، ليس عليه دليل يرجع إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم حكم عليها بالضلالة ، أما المفتئتون ، المتقدمون بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهم الذين يعارضون ذلك ويقولون عنه : بدعة حسنة ، أو بدعة ملهمة :
·      قال صلى الله عليه وسلم : “فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ بَعْدِى فَسَيَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ، فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِى وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الْمَهْدِيِّينَ  الرَّاشِدِينَ ؛ تَمَسَّكُوا بِهَا وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ[أخرجه أبو داوود (4609) ، والترمذي (2676)] .
·      وقال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : “كل طريقة وكل نحلة يحدثها الناس تخالف شرع الله ، فهي داخلة في قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:  مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ“[أخرجه البخاري (2697) ، ومسلم (4513)] . وداخلة في الحديث الصحيحوَسَتَفْتَرِقُ هَذِهِ الأُمَةُ عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةٍ ، كُلُّهَا فِي النَّارِ إِلاَ وَاحِدَة” ، قيل : ومن هي يا رسول الله ؟ قال الجَمَاعَةُ” ، [أخرجه أبو داود (4599)] ، وفي رواية أخرى  قَالُوا : وَمَا هُمْ يَا رَسُول الله ؟ قَالَ : “مَنْ كَانَ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي“[ والترمذي(2640) وابن ماجه(3993)] ، فكل طريقة أو عمل أو عبادة يحدثها الناس يتقربون بها إلى الله ، ويرونها عبادة ويبتغون بها الثواب وهي تخالف شرع الله فإنها تكون بدعة ، وتكون داخلة في هذا الذم والعيب الذي بينه رسول الله صلى الله عليه وسلم”[فتاوى نور على الدرب(1/13)] .
     نتبين من الأدلة السابقة – أيها الكاتب- أن تحريم البدع من الدين ، قد جاءت به آيات القرآن الكريم وسنة المصطفى الأمين ، ليس استحسانًا منا ، ولا وجهة نظر ، كما تصفه حين قلت : “وهل عندما نصف سلوكًا أو عملًا بأنه بِدْعة من وجهة نظرنا وهو ثابت بالاستحسان لدى غيرنا على صحته نقوم بمواجهة من يرى أهميته ومشروعيته؟” ،
وحين قلت : “تكون المفارقة في عجز كلا الفريقين في فهم وجهة نظر الآخر ، ومحاولة النيل منه ، وإظهار بطلان عمله والتشنيع به ، والتهجم عليه ووصفه بالضلال”.
     وأقول للكاتب -أيضاً- رداً على عبارته السابقة :
1) إن أهل الاتباع والسنة ، لا يتجاوزون الكتاب والسنة فيما يقولون ويتصرفون ، فإذا وجدوا أخطاءً ظاهرة في الناس فإنهم -بلا مجاملة- يردونها بعلم وحكمة ، ويظهرون بطلان عملها دفاعاً عن دين الله ، ونصحاً لله ولعامة المخطئين ؛ لأن “الدِّينُ النَّصِيحَةُ” ، كما أرشد إلى ذلك رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ،  لا يتأولون لأخطاء المخطئين ، أو يسكتون عنها ، أو يداهنون من أتى بها ، لأنهم أهل هداية وبصيرة ، قال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : “قُلْ هَٰذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَىٰ بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ”[يوسف:108] ،
2) وإذا انطبق على أخطاء المخطئين وصف البدعة فإنهم يحكمون عليها بأنها ضلالة ، ولا يعتبر ذلك “تهجماً” –كما تقول- كيف يعتبر تهجمًا وهم يتبعون نبيهم وحبيبهم محمداً حين قال : “كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ“[تقدم تخريجه قريباً] .
    من البدع الحادثة -أيها الكاتب- عمل موالد ومناسبات للأنبياء والزعماء والعظماء والمصلحين وغيرهم ؛ لأن الاحتفالات وعمل المناسبات التي تعاد كل عام ، بتنظيم وترتيب معين ، وبفرح وسرور ولبس للجديد ، وعمل الولائم للضيوف والقادمين أمر لا يكون    -بالمشروع- إلا للمشروع ؛ مما جاءت به الشريعة الغراء ؛ عيد الفطر ، والإضحى فقط ، ففعله لغير هذين العيدين بدعة محدثة في الدين ، وفيه مشابهة للكافرين ،
·     قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : “وللنبي صلى الله عليه وسلم خطب وعهود ووقائع في أيام متعددة : مثل يوم بدر ، وحنين ، والخندق ، وفتح مكة ، ووقت هجرته ، ودخوله المدينة ، وخطب له متعددة يذكر فيها قواعد الدين ، ثم لم يوجب ذلك أن يتخذ أمثال تلك الأيام أعيادًا ، وإنما يفعل مثل هذا النصارى الذين يتخذون أمثال أيام حوادث عيسى عليه السلام أعيادًا ، أو اليهود ، وإنما العيد شريعة ، فما شرعه الله اتبع ، وإلا لم يحدث في الدين ما ليس منه”[اقتضاء الصراط المستقيم (2/123)] .
·     وفي فتاوى الجنة الدائمة برئاسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله : العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد ؛ إما بعود السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك ، فالعيد يجمع أمورًا ، منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات … ما كان من ذلك مقصودًا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار ، فهو بدعة محدثة ممنوعة ، داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم : “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ“، رواه البخاري ومسلم ، مثال ذلك : الاحتفال بعيد المولد ، وعيد الأم ، والعيد الوطني ؛ لما في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، ولما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة … وما كان المقصود منه تنظيم الأعمال مثلًا ؛ لمصلحة الأمة وضبط أمورها ؛ كأسبوع المرور ، وتنظيم مواعيد الدراسة ، والاجتماع بالموظفين للعمل ونحو ذلك مما لا يفضي به إلى التقرب والعبادة والتعظيم بالأصالة ، فهو من البدع العادية التي لا يشملها قوله صلى الله عليه وسلم : “مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ” ، فلا حرج فيه ، بل يكون  مشروعًا ، وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد ، وآله وصحبه وسلم”[فتاوى اللجنة الدائمة (3/87-88)] .
     وأقول للكاتب -أيضاً- : نحن لم نرفض ونمنع بدعة المولد لأجل : “الأخطاء المصاحبة (لها) في سلوك المسلمين وتصرفاتهم ، ونجعل منها بُوقًا رافضًا لإحياء المناسبة ؟”كما تزعم ، إنما منعناها لأجل أن النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم لم يعملها ، ولا صحابته الكرام ؛ لم يعملها : أبو بكر الصديق ، ولا الفاروق عمر ، ولا عثمان ، ولا علي رضي الله عنهم أجمعين ، ولا أحد من سلفنا الصالح ، وإنما أحدثت -أول ما أحدثت- في القرن الرابع الهجري ، على يد والي مصر الفاطمي ، فكل عيد محدث بدعة ضلالة ، ويزيد جرم التحريم لو انضاف إليه منكرات أخرى ، وقد كتبت في ذلك مقالاً مطولاً منشوراً في صحيفة الأحساء نيوز ، مسطور على الرابط التالي :
     والكاتب -هداه الله وبصره بالحق-لم يقصر رأيه واستحسانه على إحداث مولد واحد لمناسبة واحدة ، والتي هي مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، بل أراد أن يكون “يوم ولادة العظماء يوماً من أهم أيام الأمة ومناسبة غالية على محبيه” ، يريد أن يجعل مواليد العظماء مناسبات لجميع الأمة لإحياء ذكراهم ، كما يفعل كثير من أهل الحدث والابتداع -اليوم- في العالم ، مشابهين الكفار -والعياذ بالله- فيما يفعلون ، و”مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ“[رواه أبو داوود (4031)] .
     والكاتب في مقاله هذا يهوِّن من أمر البدع وخطورتها ، يزعم أنها مجانبتها مانع من ارتباط المجتمع بعظمائه ، ويقول : “لماذا تُسيطر علينا نظرية البِدعة ونجعلها حاجزًا ومانعًا أمام أي خطوة من شأنها أن تربط المجتمع بعظمائه وتفتخر بهم … “إلى آخر ما قال ،  فهل يريد الكاتب منا أن نترك الشرع والحق والأدلة الدالة على حرمة البدع ، ونأخذ باستحسانه وذوقه ورأيه !! الدين -أيها الكاتب- قد كمل ، ولا حاجة لنا بمحدثات ومبتدعات ما أنزل الله بها من سلطان ، و”مَنِ ابْتَدَعَ فِي الْإِسْلَامِ بِدْعَةً يَرَاهَا حَسَنَةً ، فّقدْ زَعَمَ أَنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَانَ الرِّسَالَةَ ؛ لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ : “الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ”[المائدة:3] ، فَمَا لَمْ يَكُنْ يَوْمَئِذٍ دِينًا ، فَلَا يَكُونُ الْيَوْمَ دِينًا”[الشاطبي (1/49)] .
     يقول الكاتب في مقاله آنف الذكر : “وإذا كان الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ليس واجبًا ولا عملًا مستحبًا عند القائلين به ، وإنما هو أمرٌ ممدوحٌ وذِكرٌ حَسنٌ فلماذا كل هذا التهويل والعويل عليه ؟” وجواباً على هذا أقول :
قول المجيزين للمولد : “إنا لم نفعله باعتبار أنه عبادة واجبة أو مستحبة ، بل عملناه عادة فقط” : لا عبرة به وإنما العبرة تكون بما صدر منهم ، وحكم الذي صدر منهم -على وفق ما تقدم من الأدلة ونقول أهل العلم- هو : التحريم ؛ لأنه بدعة محدثة ؛ ولما فيه من مشابهة الكفار ، والأمر المحدث -يا بكر- إذا كان موقوفاً في حكمه على النص فلن يكون فيه تهويل ولا عويل !!
     أما قول الكاتب : “لماذا لا نجعل من يوم المولد النبوي الشريف يوم له رسالة إنسانية وإسلامية في كل عام تدعو إلى المحبة والسلام …” فقوله هذا فيه ما فيه ، ورداً عليه أقول :
1)   السلام والمحبة تكمن في اتباع السنة المحمدية ، والوقوف عندها بلا حدث ولا ابتداع ، والشقاء والعذاب تكون في مخالفتها ، قال تعالى : “وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَن يَتَوَلَّ يُعَذِّبْهُ عَذَابًا أَلِيمًا“[الفتح:17] .
2)   المسلم إن حقق كلمة التوحيد ؛ وعمل بمقتضاها ؛ فقام بعبادة الله تعالى ، وأخلصها له وحده ، وهجر الشرك والبدع والمحدثات بأنواعها ، وعمل بما جاء في كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه بذلك يكون قد حقق في كل أيامه رسائل سامية ؛ محبة وسلاماً وصلاحاً ، وأمناً وأماناً ، يصبح ويمسى في دائم أحواله : مطمئن النفس ، وضيء الوجه ، منشرح الفؤاد ، وإلَّا يحقق ذلك فإنه في دائم أحواله ، صباحاً ومساءً :  خبيث النفس ، مظلم الوجه ، ضيق الفؤاد ، قال تعالى : “وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى[طه:124] .
(2)
يقول الكاتب : “إن منظمة الأمم المتحدة جعلت أيامًا عديدة في السنة للاحتفال بمناسبات وتطلعات إنسانية وقِيم فطرية من أجل رقي الإنسان وتحسين معيشته وعلاقته بالآخر وإبداعه وتميزه وحقه في اختيار طريقة تعبده ، ونحن ندرك جميعاً أن أغلب ما تدعو إليه المنظمة الدولية قد سبقها نبينا الكريم في رسالة الإسلام وقد تجلت في كل سلوك ودعوة نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا كان الأساس لأغلب الأيام والمناسبات والاحتفالات التوعوية في العالم هو ما دعا إليه نبينا الكريم أفلا يحق للعالم عامة والمسلمين خاصة أن يحتفلوا بمولده الشريف وأن يُبْدعوا في تأصيل القدوة والنموذج في عاطفة وسلوك ووعي الإنسان والمسلم ؟”
التعليق :
في هذا المقطع من كلامه في مقاله المشار إليه انحراف خطير ، يستوجب علي أن أقف معه وقفات :
1)   إن دساتير الأمم المتحدة -أيها الكاتب ، وقد ذكرتَ أمثلة عليها ، وسقتَها في مساق المدح- هي دساتير وقوانين وضعية ، وضعها الإنسان ، أما شريعتنا –نحن أهل الإسلام-في بلادنا ؛ بلاد الحرمين الشريفين مسطورة ، محفوظة بحفظ الله لها في كتاب ربنا وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، سار على ذلك قادتنا وحكامنا حفظهم الله ، منذ بدء تأسيس الدولة إلى يومنا هذا ، في زمن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وفقه الله وحفظه وسدده ، وهاهم علماؤنا حفظم الله وبارك فيهم مستمرون في إفتاء الناس فيما يجد لهم على ضوء الأصلين المكرمين ؛ الكتاب والسنة ، على فهم السلف الصالح ، ضمن المؤسسات الرسمية في هيئة كبار العلماء ، واللجنة الدائمة للإفتاء ، وإذا وقعت الخصومات بين الناس فعندنا للفصل فيها محاكم شرعية ، ونحن في أمن وأمان والحمد لله ، وفي كل ذلك نحن مستقلون لا نتبع لأحد خارجي ، إنما نتبع لولي أمرنا وعلمائنا الأفاضل فقط .
2)   والكاتب قد أثنى في مقاله هذا على قانون من قوانين الأمم المتحدة الوضعية ؛ المناقضة لعقيدة الإسلام مناقضة تامة صريحة ، وهو قانون “حرية التعبد” ، فعند الغرب في قوانينهم العلمانية أن الإنسان حر في تدينه ، لا إشكال عندهم في هذا ، حتى لو عبد الحجر والشجر والبشر ، ودعاهم من دون الله ، واستغاث بهم ، ونذر وذبح لهم القرابين ، وحتى لو ألحد وأنكر الخالق العظيم جل جلاله ، لا إشكال عندهم في هذه الحرية التعبدية الجاهلية ، أما المسلم الموحد فإن عقيدته التي يدين الله بها أنه : لا دين إلا دين الإسلام ، وكل دين سواه فهو باطل ،
·     قال تعالى : “إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَاب*فَإنْ حَآجُّوكَ فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلّهِ وَمَنِ اتَّبَعَنِ وَقُل لِّلَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ وَالأُمِّيِّينَ أَأَسْلَمْتُمْ فَإِنْ أَسْلَمُواْ فَقَدِ اهْتَدَواْ وَّإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاَغُ وَاللّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَاد“[آل عمران:19-20] .
·     وقال تعالى : “وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين“[آل عمران:85] .
·     وقال تعالى : “لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَار * لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَـهٍ إِلاَّ إِلَـهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيم“[المائدة:72-73] .
·     وقال صلى الله عليه وسلم : “وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، وَلَا نَصْرَانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ“[رواه مسلم (240)] .
·     وانظر على الرابط التالي فتوى جامعة لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في هذا الشأن : [https://www.binbaz.org.sa/article/360] .
3)    والكاتب يعلم علم يقين إن بلادنا المملكة العربية السعودية ، دينها هو الدين الإسلامي ، وعقيدتها هي عقيدة السلف ، لا بدع ولا محدثات ، وقد قامت أول ما قامت بفضل ما منَّ الله عليها من دعوة التوحيد ، التي قام بها الإمامان محمد بن سعود ، والإمام محمد بن عبدالوهاب ، رحمهما الله تعالى ، وهي ثابتة صامدة إلى يومنا هذا والحمد لله ، لا تسمح -دينا وعقيدة- ببناء الكنائس ولا المعابد للديانات الباطلة الأخرى ، ولا تسمح بإظهار شعائر أهل الابتداع القاطنين فيها ، وإنما رايتها الخفاقة الشامخة ، هي : السنة على عقيدة سلف الأمة ، لا تساوم في ذلك ولو غضب من غضب ، وكره من كره ؛ لا ترضي فيما تفعل أحداً من الناس أو من الهيئات العالمية أو منظمات الأمم المتحدة أو غيرها ، إنما تجعل نصب عينيها رضى الرحمن الجليل جل جلاله ، ومع علم الكاتب بهذا كله نجده يميل بهواه إلى ما تهواه تلك المنظمات والهيئات العالمية المخالفة لدين الإسلام ، ويمدح نهجها في دستور وقانون “حرية التعبد”!!  
4)   أما قول الكاتب :  فإذا كان الأساس لأغلب الأيام والمناسبات والاحتفالات التوعوية في العالم هو ما دعا إليه نبينا الكريم” : فهذا افتئات منه وافتراء على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وهذه سنته مكتوبة بين يدينا فليطلع عليها الكاتب ، ولن يجد فيها ما خطته أنامله، بل هو محض تقوُّل منه ، وليحذر الكاتب أو غيره من الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن عقوبته وخيمة ، وعقابه أليم ، قال صلى الله عليه وسلم : “مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا، فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ“[رواه البخاري (1291) ، ومسلم (5)] .
(3)
يقول الكاتب :أخيرًا … علينا أن ننظر إلى ذكرى المولد النبوي الشريف أنه بِدْعَة مُلْهِمَة وطاقة وقادة وشمعة وضاءة وذكرى يتجدد معها أمل الضياء وإشراقة فجر الهداية ، ووحدة تجمع مختلف صفوف المسلمين والناس ورسالة حب وسلام إلى جميع العالم والمسلمين أن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم هو صاحب رسالة إنسانية لجميع الناس قاطبة وليس لفئة من مذاهب أو طوائف المسلمين” .
التعليق :
في هذا المقطع من كلام الكاتب عدة ملاحظات ، نجملها فيما يلي :
1)   قوله : “بدعة ملهمة“!! عجيبة منه ، البدع كما نعرفها -شرعاً وفطرة- مشينة مذمومة مرفوضة ؛ ترفضها الأنفس السليمة ، والعقول المنيرة ، لكن الكاتب -بقوله هذا- يريد منا أن نجعل الخبيث طيباً ، والمذموم حسناً ، والضلالة هداية ، “رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا” .
2)    قوله : “علينا أن ننظر إلى ذكرى المولد النبوي الشريف أنه بدعة ملهمة … وذكرى يتجدد معها أمل الضياء ، وإشراقة فجر الهداية ، عجيبة ثانية منه ، ألفاظ غريبة ، لا أدري ما الفائدة منها هنا : “أمل الضياء“!! ، “إشراقة فجر الهداية“!! هذه ألفاظ لا يقولها إلا من هو مسجون ينتظر أمل الإفراج ، وإشراقة الحرية ، لكني أقول للكاتب : 
     أولاً : هل البدع الملهمة -عندك- هي التي سوف توفر لك أمل الضياء ، وإشراقة فجر الهداية ؟! إن قلت نعم ، فأرجو أن تراجع نفسك ، فأنت على خطر عظيم ، وإني لك ناصح أمين .
     ثانياً : نحن -أيها الكاتب- في بلدنا الآمن ، بسبب تمسكنا بشريعتنا الغراء وعقيدتنا السلفية الصافية -والحمد لله أولاً وآخراً -في ضياء دائم ، وهداية مشرقة ، وقد يعتري البعض منا -في أحايين- نقص أو تقصير في العمل ؛ ذلك لأن الإنسان بطبعه ضعيف غير معصوم ، لكنه يبادر مسرعاً باللجوء إلى الله بالتوبة والاستغفار ؛ استجابة لأمر العزيز الغفور : “وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون“[النور:31] .
3)   قوله : “علينا أن ننظر إلى ذكرى المولد النبوي الشريف أنه … ووحدة تجمع مختلف صفوف المسلمين والناس ، ورسالة حب وسلام إلى جميع العالم والمسلمين أن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم هو صاحب رسالة إنسانية لجميع الناس قاطبة وليس لفئة من مذاهب أو طوائف المسلمين ، عجيبة ثالثة منه ، البدع -أيها الكاتب- تفرِّق لا تجمع ، تشتِّت لا توحِّد ، أهل السنة : مجتمعون ؛ بعضهم أولياء بعض ، وأهل البدعة : أهل فرقة وشتات ، تحسبهم جميعاً وقلوبهم متنافرة ، والنبي صلى الله عليه وسلم متبرئ كل البراءة منهم :
·     قال تعالى : “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُون“[الأنعام:159] .
·     قال الإمام الطبري في تفسير الآية السابقة : “إن الله أخبر نبيه صلى الله عليه وسلم أنه بريء ممن فارق دينه الحق وفرقه , وكانوا فرقًا فيه وأحزابًا شيعًا , وأنه ليس منهم ، ولا هم منه ، لأن دينه الذي بعثه الله به هو الإسلام ، دين إبراهيم الحنيفية ، كما قال له ربه وأمره أن يقول: “قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ“[الأنعام:161] ، فكان من فارق دينه الذي بعث به صلى الله عليه وسلم من مشركٍّ ووثنيٍّ ويهوديٍّ ونصرانيٍّ ومتحنِّف مبتدع قد ابتدع في الدين ما ضلّ به عن الصراط المستقيم والدين القيم ملة إبراهيم المسلم , فهو بريء من محمد صلى الله عليه وسلم ، ومحمد منه بريء , وهو داخل في عموم قوله : “إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ“[تفسير الطبري ()] .
ولا يكون الاعتصام -أيها الكاتب- إلا بحبل الله ، ولا يكون الاجتماع والمحبة إلا على دين الله ، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام ومن تبعهم بإحسان ، والعقيدة السالمة من البدع والمحدثات ، ومن يتأمل سبرة النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وسير السلف الصالحين سيتبين له حقيقة هذا الأمر ،
·     قال تعالى : “وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ”[آل عمران:103]
·     وقال تعالى : “وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ  ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون“[الأنعام:153] .
·     وعن عائشة رضي الله عنها ، قالت : “تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية : “هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَاب“[آل عمران:7] ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : “فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللهُ فَاحْذَرُوهُمْ“[رواه البخاري (4547)، ومسلم (6869)] .
·     قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله :”والمراد بهجران أهل البدع : الابتعاد عنهم وترك محبتهم ، وموالاتهم ، والسلام عليهم ، وزيارتهم ، وعيادتهم ونحو ذلك ، وهجران أهل البدع واجب ؛ لقوله تعالى : “لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ“[المجادلة:22]…”[شرح لمعة الاعتقاد (ص :110)] .
(خاتمة)
أرجو من المسؤولين في صحيفة الأحساء نيوز أن يتأملوا جيداً في المواضيع التي تنشر ، ولا يصلح أن ينشروا -خاصة في أمور الشريعة والدين والعقيدة- إلا ما كان ملائماً موافقاً لما يفتي به علماء بلادنا ، الذي خولهم ولي أمرنا بالفتوى ، حتى لا يقعوا في مشاركة الكاتب في تبعات ما أخذ عليه في مقاله المذكور .
أسأل الله أن يرينا الحق حقاً ويرزقنا اتباعه ، ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه ، وأن يحمي بلادنا من شرور أهل الضلال والابتداع ، اللهم آمين . 
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
كتبه
عبد الله بن ناصر بن عبد العزيز الناجم
mnnaaab@gmail.com
12/3/1439هـ

 

اترك رد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

%d مدونون معجبون بهذه: